... هـــا أنـــا اليــوم جســد مــن الدموع الداميــة !! ونهــر مـــن الجراح الجــاريــة !
وينبــوع يأس وتشتت .. هـــا أنــا شمســاً غــائبــةً تفتقــد للشروق .. وروحــاً طــائشــةً تــائهــة تنتظــر
الدفء .. وصبراً حــاول الاستمرار وفشل .. !! الدمــوع هي التي قتلتنــي .. وجعلت منــي ذِكرُ مــاضِ
يتنــاقلُ بين النــاس .. لمــا الشؤم يلاحقنــي أينمـــا اهرب .. ؟ أهــو قدري أم سوء تدبيري .. ؟ أم هــو
قسمتـــي في هذه الحيــاة ..؟ هــل سأُكمــلُ بـــاقــي وريقــات عمري هكذا ؟ وبهذا القهـــر
والكبت ..؟ وان كــان نعــم هل سأستطيع التّحمــل واسترجــاع نفــاد صبري المُنهك ؟ إلى متــى وأنــا
تمثـــالُ حزن يقصده كــل من طرأ عليــه طارئ حزن أو انهــال عليــه كأساً مـــن كؤوس الهمــوم ..لمــاذا
عندمــا أبتسم ابتسم ابتســامة الأشقيــاء التي غلب عليهــا الانكسار.. وجذور البكــاء تجذبهــــا فأبتســم
للحظــة وأغرق في دموعي ســاعــات ..لمــاذا تطول بي لحظــات الحزن الخوف وتمر عليّ مرور الكِرام
لحظــات السكون والهدوء .. هــل لكل لحظة وقعهـــا ؟ أم أنهـــا تتفــاوت في قوتهــا ومدى تأثيرهــا
وإحداثهـــا لزلزلة جموح الجوارح .. ؟ وإثــارة بركــان الأحــاسيس المتوقدة ؟ شخص بهذه الإطراءات ..
أيستحق المواصلــة ..؟ أم أن أرشيف الحيــاة ينتظر قدومــه .. ؟!! وهــامش الأيــام قد أهّب لــه مقعداً .. ؟
لا زلتُ أُفكّر .. فأنــا مجرد آلةً تسيـــر لا تُدرك للقدر مكاناً .. ولا للأيــام مقــاما .. إنما تتخبط بهوس يقتحم
أسوارهــا وكم تتمنّى لو أنهــا تملك القدرة لتنطق وتبوح عمّا يعتريهــا من حزن وشقاء يلازمانها حتــى
في نوبات خجل ابتسامتها ..!! بعد كـل هذا ! هل من طريقة للتّحرّر والنجاة ؟ وعودة القلب ينبض والروح
تسكن جسده والإعصــار يهدأ .. والقدر يشفق ويعفو ويدع سبيلي يزدهر بورود أخلصت في حلمي بهـ !!