"سلامن " من الله عليكم
تطفل .
يرى البعض أن التطفل صفة سيئة ويجب التخلص منها .. نعم هي كذلك ولكن التطفل مطلوب في أوقات لكسب المعرفة و الاكتشاف ...
ولكن تطفلي هذا قد يكون بدافع الملل وكان الخطوة الأولى للكشف عن قصة عشت
مع أحداثها الماضية فترت من الزمن .. كانت بدايتي معها تطفل و انتهت بصداقة مع بطل هذه القصة ..
كانت البداية قبل شهر رمضان لعام 1426 للهجرة .. الساعة الواحدة ونصف تقريباً ليلاً ,, المكان في مقر سكني في مدينة الرياض بدأ الملل يتسرب إلي .. ولم أجد نفسي إلا يدي تمتد إلى مفتاح سيارتي و الخروج من الشقة .. لا أعلم إلى أين اتجه في هذا الوقت .. خرجت إلى أقرب طريق العام طريق الملك عبد الله .. وهنا وقفت عند الإشارة الأولى أمامي عدد من السيارات ونفسي تحدثني هل من المعقول أن يوجد أحد من أصحاب هذه السيارات يشاركني الملل ويفعل مثل صنيعي .. !!
تأملتها ووجدتها أغلبها محمله بركاب ومزدحمة إلا سيارة كانت واقفة بجانبي الأيمن يوجد بها فقد قائدها ... قلت ربما هذا شريكي ...
أخذني التطفل إلى أن أتبع هذه السيارة إلى أين تتجه وأين تقف لأقطع وقت من فراغي ..
كان قائد السيارة يسير بسرعة متوسطة وأحياناً تقل إلى سرعة بطئيه جداً .. واستطعت المراوغة والبعد عنه بحيث أكون أمامه بمسافة بعيده نوعاً ما أو خلفه بنفس المسافة وعيني تراقبه ...
ما زال الطريق يقربنا ثم يبعدنا ومن شارع إلى آخر حتى وصل إلى حي من أحياء شرق الرياض .. وتوقف بجوار سور مقبرة ..
في هذه اللحظة لم يكن أمامي إلا المراوغة للجهة المعاكسة .. ثم العودة ولكن مع الطريق المعاكس له .. وكان قد بدأ يتحرك قليلاً بعد الوقوف ممسكاً بيده الهاتف الجوال أمامه ويشاهد الشاشة .. ثم أخذ الطريق بنفس الاتجاه معي وسار بطريقة طبيعية ...
وبعد ما تجاوز سيارتي بمسافة قصير ... أنحرف إلى محطة البنزين وتوقف ..
وقتها فكرت وحدثت نفسي لماذا لا أقترب أكثر ...
تعارف
وعند وقوفي بجانب سيارته وجدته عائد يريد أن يركب السيارة .. نزلت من سيارتي وبادرته بالسلام
لم يطل في الانتظار والحيرة من أمري ..
. قلت . لو سمحت أخي أنا جديد في مدينة الرياض وحائر في هذه المنطقة وأريد الطريق المؤدي إلى حي الحمراء ..
كان جوابه علي بكل حماس ونخوة ...
أبشر أنا طالع لمكان قريب من هناك وكل ما عليك هو السير خلفي ..
اعتذرت منه وقلت التوصيف فقط يكفي لا يحتاج أن أتعبك معي ..
رفض وسار أمامي ..وما هي إلا دقائق حتى وصلنا إلى هذا الحي ..
نزلت من سيارتي لكي أشكره .. وقف معي وبعد الشكر قدم لي كرت يحمل أسمه ورقم هاتفه ومقر عمله .. وكان عمله في أحد البنوك الحديثة في المملكة .. ( هذا رقمي وابشر في الفزعة متى ما ضعيت الطريق )
وضعت الكرت في درج صغير في سيارتي وعدت أدراجي إلى مقر سكني ..
وبعد مرور ثلاث أيام ... كانت المصادفة .. كنت أعمل في أحد المدارس الأهلية .. وطلبت الإدارة من الموظفين جميعاً فتح حساب في نفس هذا البنك للمرتبات ..
تذكرت صاحبي الذي أعطاني الكرت قبل أيام قليلة ..
في المساء اتصلت عليه ..
الو فلان
نعم يا هلا
معك نادر
أي عرفتك حياك الله مضيع تبي وصف
لا الله يسلمك يا طويل العمر أنا أعمل في قطاع خاص و طلب مني فتح حساب في البنك عندكم ..
أبشر و لا يهمك متى تمرني في الفرع قريب منك
إن شاء الله غداً الساعة الرابعة عصراً
أنهيت المكالمة وفي الغد
توجهت للبنك وكان بكل كرم ونخوة وقبل أجراء أي خطوه قدم القهوة لي ..
بعدها فتحت الحساب وانتهت من البنك بعد جلسة استمر قرابة النصف ساعة أو أكثر زادت من المعرفة بيننا ..
وفي مساء نفس اليوم عاود الاتصال علي .. وكان يستفسر عن المدرسة وموقعها لأن أخوه يريد نقل ولده إليها ..
لم يكن عندي علم بالرسوم وما يتعلق بها .. ولم يكن أمامي إلا أن يكون جوابي غداً سوف آتيك في المنشورات التي تتضمن الرسوم السنوية لطلاب و الشروط ..
وفي يوم الغد أخذت معي المنشورات و بعد المغرب اتصلت عليه ..
قلت ما طلبت معي موجودة ..
فكان رده نحن نجتمع في الاستراحة بعد العشاء و يا ليت تشرفنا وتحضرها معك ..
ذهبت للاستراحة وبعد جلسة ساعة ونصف أو ساعتين تعرفت خلالها على أخوه الأكبر والد الطالب ..
خرجت بعد جلسه كانت رائعة وزادت من المعرفة بيننا ..
قبل خروجي بادرتهم جميعاً بدعوة لكن لم أخذ منهم كلام أكيد بالحضور
وعند خروجي خرج معي صاحبي وأخذت منه وعد أن يزورني ويرد هذه الزيارة لي خلال هذا الأسبوع ..
وفعلاً خلال أيام قليلة تشرفت بهذه الزيارة ..
وكانت هذه هي بداية علاقتي معه ..
من بعد هذه الزيارات تطورت العلاقة و وكانت المعرفة بشكل أكبر ..و أكبر .. وهنا كانت البداية ..
سور المقبرة
بعد مرور سنة ونصف على هذه القصة .. وتطور العلاقة إلى أن وصلت إلى حد الصداقة ..
وفي إحدى المرات خرجت في مساء ليلة وجلست في أحد المقاهي واتصلت عليه ..
- ألو أبو وليد
- هلا نادر حياك وينك تجي للاستراحة أنا متجه لها
- لا أنا جالس في مكان وابيك تمرني
- طيب تعال للاستراحة
- لا تعال أنت لي و ابيك في سالفة وإذا خلصت نطلع مع بعض
- ابشر ولا يهمك وين مكانك
وصفت له المكان وبعد وقت قصير وصل وجلسنا وخلال الجلسة بادرني بالسؤال
عسى ما شر ما ( هي السالفة )
سألته تذكر أبو وليد أول مكان شفتك و كلمتك فيه
كان رده علي نعم أذكر في محطة في حي النسيم
سألته تذكر ماذا سألتك عنه
قال نعم أذكر كنت تريد طريق يرجع إلى الحي الذي تسكن فيه
قلت له كل الموضوع هذا كان تمثيل في تمثيل وبـ أقص عليك قصتي ..
أنا كنت جالس في مقر سكني وكنت اشعر في ملل خرجت وعند وقفي عند الإشارة سألت نفسي أي يتجه هؤلاء هل يوجد أحد خارج بلا تحديد وجهة له فكانت أغلب السيارات مزدحمة أطفال ونساء إلا أنت كنت في سارتك لوحدك وسرت خلفك ..
وشاهدتك تسير حتى وقفت أمام ( سور المقبرة ).. وأخذت تقلب في جهازك الجوال قليلاً .. وخلال دقائق سرت عائد إلى طريقك ..وبعدها كان اللقاء بيننا في محطة الوقود وسألتك عن طريق العودة ...
صمت قليلاً وعاد بالذاكرة إلى تلك الليلة ..
وقال ,,
أخي نادر سوف أقص عليك قصة تلك الليلة ..
كانت القصة أنا تزوجت .. قبل أربع سنوات من الآن .. وكنت في بداية وظيفتي الحالية وسكنت في نفس الشقة التي زرتني فيها وهي في عمارة يسكن في الدور الأول والدي وفي الطابق الثاني يوجد شقتين واحد لي والثانية يسكن بها أخي .. وبعد مرور ثمان أشهر على زواجي تم ترشيحي لدورة تدريبية في مدينة جدة لمدة شهر تقريباً
وكانت علاقتي في زوجتي تطورت بشكل سريع خلال السنة الأول ويعلم الله حبيتها إلى درجة قوية لم أكن أتوقعها ... كانت نعم الزوجة الصالحة الصادقة وجدت حياة لم أكن أتوقع الحصول عليها يعلم الله نصحت بعدها كل صديق أن لا يضيع شبابه ويحرص على الزواج من إنسان يثق أن تكون هي الزوجة المناسبة له ..
طبعاً لم أتمكن من أخذ زوجتي خلال هذا الشهر كانت تدرس في السنة الأخيرة في الجامعة .. وكما تعرف خلال السفر تذهب زوجتي لتقيم عند أهلها وكنت في يومي الخميس والجمعة أقضيها في الرياض ..
وفي الأسبوع الثاني لم أتمكن من الحضور للرياض بحكم أن عدد من الأصدقاء من هم معي في الدورة التدريبية اتفقنا على أن نقضي هذا الخميس في جدة على البحر ..
وأيضاً زوجتي وأهلها نظموا رحلة برية ليوم الأربعاء .. وكنت على اتصال معها قبل الرحلة حتى وصلوا للمكان المحدد .. وطلبت منها عند العودة إلى البيت أن تتصل علي وتخبرني أنهم رجعوا للبيت بعد رحلتهم ..
ولكن تأخرت كثيراً في المساء ولم تتصل اتصلت وكان الجوال مغلق اتصلت على أخوها أيضاً الهاتف مغلق .
اتصلت على أخ ثاني ولم يرد على المكالمة شعرت أن هناك شيء اتصلت على أخي لم يرد ..
لم أترك أحد من أفراد عائلتي أو عائلة زوجتي إلا واتصلت عليه لا أحد يرد على مكالماتي أو هواتفهم مغلقة ..
بعدها لم أطق صبراً وطلبت من الزملاء معي أن يوصلوني إلى المطار والجميع منهم يلحون علي بالصبر قليلاً و الانتظار لعل يصل لي خبر ...
ولم يطل الانتظار كثيراً اتصل أخي الكبير وأخبرني الخبر المؤلم .. حدث حادث لزوجتي وبعض أهلها .. وقال لي الحمد لله حالتهم مستقر وإصابات طفيفة .. حلفته بالله أنه كلامه صحيح وإصاباتهم خفيفة وطلبت منهم أن أتحدث مع زوجتي ولكن أحتج علي أنه خارج المستشفى حالياً ..
ذهبت للمطار بعد اتصاله وحجزت على أقرب رحلة إلى الرياض ووصلت الرياض .. وتوجهت للمستشفى وهناك كانت الصدمة لحالة زوجتي حالة حرجة وهي في العناية المركزة وحالتها خطيرة جداً .. لم أتمالك نفسي ودخلت في نوبة بكاء شديد لا أعلم ماذا افعل أحسست في الذنب وأن جلوسي في جدة كان هو السبب لو لم أتأخر وحضرت الرياض لما خرجت هذه الرحلة و بقيت معها في منزلي .... قاطعته وقلت كما قال له إخوانه من قبلي قضاء وقدر ...
أكمل حديثه كانت في غيبوبة تامة لمدة أربع أيام ثم توفيت بعدها ..
بعد وفاة زوجتي لم أتمكن من العودة لشقتي التي كنا نسكن بها ورجعت إلى حياتي السابقة مع لكن مع ذكريات حزينة جداً ... لم أستطع أن أصعد إلى الطابق العلوي لفترة طويلة ....
في أحد الأيام صعدت وفتحت الباب لم يتغير شيء منه ولم يحرك شيء ... هنا مكان حديثنا و هنا بعض أغراض زوجتي المتوفاة في كل زاوية تذكرني في لحظة من لحظات حياتي معها عدت لحظتها إلى حزني وكأن الصدمة الأولى تصيبني الآن ..
بعد مرور شهور تجاوزت حزني ولكن لا يزال قلبي منكسر تخلصت من أثاث البيت بعد سفر متعمد خارج الرياض وسلمت مفتاح الشقة لأخي لم يبقى معي إلا عقد صغير وضعته في سيارتي ..
مرت ثلاث سنوات بعد هذه الحادثة ووالدي وأهلي يكررون أن يخطبون لي فتاة اختاروها لي وكنت أعتذر بكل مره إلا أنه بعد وقوف والدي أكثر من مره لي وطلب مني مرات عديدة وفي الفترة الأخيرة حلف علي أكثر من مره أنه لن تمر هذه السنة إلا وأنا متزوج ... وفعلاً وقفت عند رغبة والدي ولم أختار أهلي الزوجة لي .. تزوجت .. حاولت أن أسكن في مكان غير سكني القديم إلا أن رغبة والدي و طلبه مني أن نكون في بيت وأحد أنا وأخي وهو لم أجد حلاً إلا ترميم السكن الأول من لون الشقة من الداخل والديكور وما يتعلق بأثاث المطبخ كل هذه الأشياء أشرف على تغييرها أخي ...
بعد زواجي كانت هناك بعض الذكريات التي تحزنني وخاصة أن أشياء كثيرة أتذكرها ..
وفي تلك الليلة التي تتحدث عنها .. كنت في عزيمة خارج منزلي .. بعد مرور ثلاث شهور على زواجي الثاني تقريباً ..
وكانت زوجتي نائمة وعند جلوسي أمام الشاشة أخذت أقلب في القنوات وفي أحد المحطات وقعت عيني على أحد المشاهد التي سبق وأن شاهدتها مع زوجتي السابقة و تعليقنا على المشهد وكلامنا عنه .. وقتها لم املك نفسي إلا وأنا أخرج إلى سيارتي ... و اتجهت إلى المقبرة ألتي دفنت بها ووقفت أمام السور وفتحت جهاز جوالي القديم الذي احتفظ به في سيارتي و يوجد به رسائل زوجتي إلى قبل الحادث ..و تصفحت بعض الرسائل ....
هذه هي قصتي لتلك الليلة التي دفعك تطفلك إلي ...
وفي النهاية دار بيني وبين صديقي نقاش
حيث فتح لي موضوع بغاية الحساسية ..
قال زوجتي الآن حامل و أنا تحدثني نفسي أن إذا كان المولد بنت أريد أن أسميها على أسم زوجتي السابقة .. !!
هل الموضوع سوف يكون مقبولاً عند زوجتي الحالية ؟؟
أنا لم أبين هذا الموضوع لها .. ولكن هل تعتقد أنها سوف تقبل هذا الموضوع
قلت له صدقني لأحد يستطيع أن ينزع حبك وذكرياتك القديمة لزوجتك السابقة ولكن .. ضع نفسك في نفس الموقف .. وتخيل أن زوجتك الحالية كانت متزوجة رجلاً من قبلك وتوفي وكانت تحبه حباً شديد و قالت لك أريد أن تسمح لي أن أسمي أحد أولادك على أسم زوجي السابق تخليداً لذكراه ؟؟
هل توافق ؟؟
إخواني أخواتي لو كان أحد منكم بنفس الموقف هل سوف يوافق ..؟؟؟
تحية طيبة للجميع ...
تطفل .
يرى البعض أن التطفل صفة سيئة ويجب التخلص منها .. نعم هي كذلك ولكن التطفل مطلوب في أوقات لكسب المعرفة و الاكتشاف ...
ولكن تطفلي هذا قد يكون بدافع الملل وكان الخطوة الأولى للكشف عن قصة عشت
مع أحداثها الماضية فترت من الزمن .. كانت بدايتي معها تطفل و انتهت بصداقة مع بطل هذه القصة ..
كانت البداية قبل شهر رمضان لعام 1426 للهجرة .. الساعة الواحدة ونصف تقريباً ليلاً ,, المكان في مقر سكني في مدينة الرياض بدأ الملل يتسرب إلي .. ولم أجد نفسي إلا يدي تمتد إلى مفتاح سيارتي و الخروج من الشقة .. لا أعلم إلى أين اتجه في هذا الوقت .. خرجت إلى أقرب طريق العام طريق الملك عبد الله .. وهنا وقفت عند الإشارة الأولى أمامي عدد من السيارات ونفسي تحدثني هل من المعقول أن يوجد أحد من أصحاب هذه السيارات يشاركني الملل ويفعل مثل صنيعي .. !!
تأملتها ووجدتها أغلبها محمله بركاب ومزدحمة إلا سيارة كانت واقفة بجانبي الأيمن يوجد بها فقد قائدها ... قلت ربما هذا شريكي ...
أخذني التطفل إلى أن أتبع هذه السيارة إلى أين تتجه وأين تقف لأقطع وقت من فراغي ..
كان قائد السيارة يسير بسرعة متوسطة وأحياناً تقل إلى سرعة بطئيه جداً .. واستطعت المراوغة والبعد عنه بحيث أكون أمامه بمسافة بعيده نوعاً ما أو خلفه بنفس المسافة وعيني تراقبه ...
ما زال الطريق يقربنا ثم يبعدنا ومن شارع إلى آخر حتى وصل إلى حي من أحياء شرق الرياض .. وتوقف بجوار سور مقبرة ..
في هذه اللحظة لم يكن أمامي إلا المراوغة للجهة المعاكسة .. ثم العودة ولكن مع الطريق المعاكس له .. وكان قد بدأ يتحرك قليلاً بعد الوقوف ممسكاً بيده الهاتف الجوال أمامه ويشاهد الشاشة .. ثم أخذ الطريق بنفس الاتجاه معي وسار بطريقة طبيعية ...
وبعد ما تجاوز سيارتي بمسافة قصير ... أنحرف إلى محطة البنزين وتوقف ..
وقتها فكرت وحدثت نفسي لماذا لا أقترب أكثر ...
تعارف
وعند وقوفي بجانب سيارته وجدته عائد يريد أن يركب السيارة .. نزلت من سيارتي وبادرته بالسلام
لم يطل في الانتظار والحيرة من أمري ..
. قلت . لو سمحت أخي أنا جديد في مدينة الرياض وحائر في هذه المنطقة وأريد الطريق المؤدي إلى حي الحمراء ..
كان جوابه علي بكل حماس ونخوة ...
أبشر أنا طالع لمكان قريب من هناك وكل ما عليك هو السير خلفي ..
اعتذرت منه وقلت التوصيف فقط يكفي لا يحتاج أن أتعبك معي ..
رفض وسار أمامي ..وما هي إلا دقائق حتى وصلنا إلى هذا الحي ..
نزلت من سيارتي لكي أشكره .. وقف معي وبعد الشكر قدم لي كرت يحمل أسمه ورقم هاتفه ومقر عمله .. وكان عمله في أحد البنوك الحديثة في المملكة .. ( هذا رقمي وابشر في الفزعة متى ما ضعيت الطريق )
وضعت الكرت في درج صغير في سيارتي وعدت أدراجي إلى مقر سكني ..
وبعد مرور ثلاث أيام ... كانت المصادفة .. كنت أعمل في أحد المدارس الأهلية .. وطلبت الإدارة من الموظفين جميعاً فتح حساب في نفس هذا البنك للمرتبات ..
تذكرت صاحبي الذي أعطاني الكرت قبل أيام قليلة ..
في المساء اتصلت عليه ..
الو فلان
نعم يا هلا
معك نادر
أي عرفتك حياك الله مضيع تبي وصف
لا الله يسلمك يا طويل العمر أنا أعمل في قطاع خاص و طلب مني فتح حساب في البنك عندكم ..
أبشر و لا يهمك متى تمرني في الفرع قريب منك
إن شاء الله غداً الساعة الرابعة عصراً
أنهيت المكالمة وفي الغد
توجهت للبنك وكان بكل كرم ونخوة وقبل أجراء أي خطوه قدم القهوة لي ..
بعدها فتحت الحساب وانتهت من البنك بعد جلسة استمر قرابة النصف ساعة أو أكثر زادت من المعرفة بيننا ..
وفي مساء نفس اليوم عاود الاتصال علي .. وكان يستفسر عن المدرسة وموقعها لأن أخوه يريد نقل ولده إليها ..
لم يكن عندي علم بالرسوم وما يتعلق بها .. ولم يكن أمامي إلا أن يكون جوابي غداً سوف آتيك في المنشورات التي تتضمن الرسوم السنوية لطلاب و الشروط ..
وفي يوم الغد أخذت معي المنشورات و بعد المغرب اتصلت عليه ..
قلت ما طلبت معي موجودة ..
فكان رده نحن نجتمع في الاستراحة بعد العشاء و يا ليت تشرفنا وتحضرها معك ..
ذهبت للاستراحة وبعد جلسة ساعة ونصف أو ساعتين تعرفت خلالها على أخوه الأكبر والد الطالب ..
خرجت بعد جلسه كانت رائعة وزادت من المعرفة بيننا ..
قبل خروجي بادرتهم جميعاً بدعوة لكن لم أخذ منهم كلام أكيد بالحضور
وعند خروجي خرج معي صاحبي وأخذت منه وعد أن يزورني ويرد هذه الزيارة لي خلال هذا الأسبوع ..
وفعلاً خلال أيام قليلة تشرفت بهذه الزيارة ..
وكانت هذه هي بداية علاقتي معه ..
من بعد هذه الزيارات تطورت العلاقة و وكانت المعرفة بشكل أكبر ..و أكبر .. وهنا كانت البداية ..
سور المقبرة
بعد مرور سنة ونصف على هذه القصة .. وتطور العلاقة إلى أن وصلت إلى حد الصداقة ..
وفي إحدى المرات خرجت في مساء ليلة وجلست في أحد المقاهي واتصلت عليه ..
- ألو أبو وليد
- هلا نادر حياك وينك تجي للاستراحة أنا متجه لها
- لا أنا جالس في مكان وابيك تمرني
- طيب تعال للاستراحة
- لا تعال أنت لي و ابيك في سالفة وإذا خلصت نطلع مع بعض
- ابشر ولا يهمك وين مكانك
وصفت له المكان وبعد وقت قصير وصل وجلسنا وخلال الجلسة بادرني بالسؤال
عسى ما شر ما ( هي السالفة )
سألته تذكر أبو وليد أول مكان شفتك و كلمتك فيه
كان رده علي نعم أذكر في محطة في حي النسيم
سألته تذكر ماذا سألتك عنه
قال نعم أذكر كنت تريد طريق يرجع إلى الحي الذي تسكن فيه
قلت له كل الموضوع هذا كان تمثيل في تمثيل وبـ أقص عليك قصتي ..
أنا كنت جالس في مقر سكني وكنت اشعر في ملل خرجت وعند وقفي عند الإشارة سألت نفسي أي يتجه هؤلاء هل يوجد أحد خارج بلا تحديد وجهة له فكانت أغلب السيارات مزدحمة أطفال ونساء إلا أنت كنت في سارتك لوحدك وسرت خلفك ..
وشاهدتك تسير حتى وقفت أمام ( سور المقبرة ).. وأخذت تقلب في جهازك الجوال قليلاً .. وخلال دقائق سرت عائد إلى طريقك ..وبعدها كان اللقاء بيننا في محطة الوقود وسألتك عن طريق العودة ...
صمت قليلاً وعاد بالذاكرة إلى تلك الليلة ..
وقال ,,
أخي نادر سوف أقص عليك قصة تلك الليلة ..
كانت القصة أنا تزوجت .. قبل أربع سنوات من الآن .. وكنت في بداية وظيفتي الحالية وسكنت في نفس الشقة التي زرتني فيها وهي في عمارة يسكن في الدور الأول والدي وفي الطابق الثاني يوجد شقتين واحد لي والثانية يسكن بها أخي .. وبعد مرور ثمان أشهر على زواجي تم ترشيحي لدورة تدريبية في مدينة جدة لمدة شهر تقريباً
وكانت علاقتي في زوجتي تطورت بشكل سريع خلال السنة الأول ويعلم الله حبيتها إلى درجة قوية لم أكن أتوقعها ... كانت نعم الزوجة الصالحة الصادقة وجدت حياة لم أكن أتوقع الحصول عليها يعلم الله نصحت بعدها كل صديق أن لا يضيع شبابه ويحرص على الزواج من إنسان يثق أن تكون هي الزوجة المناسبة له ..
طبعاً لم أتمكن من أخذ زوجتي خلال هذا الشهر كانت تدرس في السنة الأخيرة في الجامعة .. وكما تعرف خلال السفر تذهب زوجتي لتقيم عند أهلها وكنت في يومي الخميس والجمعة أقضيها في الرياض ..
وفي الأسبوع الثاني لم أتمكن من الحضور للرياض بحكم أن عدد من الأصدقاء من هم معي في الدورة التدريبية اتفقنا على أن نقضي هذا الخميس في جدة على البحر ..
وأيضاً زوجتي وأهلها نظموا رحلة برية ليوم الأربعاء .. وكنت على اتصال معها قبل الرحلة حتى وصلوا للمكان المحدد .. وطلبت منها عند العودة إلى البيت أن تتصل علي وتخبرني أنهم رجعوا للبيت بعد رحلتهم ..
ولكن تأخرت كثيراً في المساء ولم تتصل اتصلت وكان الجوال مغلق اتصلت على أخوها أيضاً الهاتف مغلق .
اتصلت على أخ ثاني ولم يرد على المكالمة شعرت أن هناك شيء اتصلت على أخي لم يرد ..
لم أترك أحد من أفراد عائلتي أو عائلة زوجتي إلا واتصلت عليه لا أحد يرد على مكالماتي أو هواتفهم مغلقة ..
بعدها لم أطق صبراً وطلبت من الزملاء معي أن يوصلوني إلى المطار والجميع منهم يلحون علي بالصبر قليلاً و الانتظار لعل يصل لي خبر ...
ولم يطل الانتظار كثيراً اتصل أخي الكبير وأخبرني الخبر المؤلم .. حدث حادث لزوجتي وبعض أهلها .. وقال لي الحمد لله حالتهم مستقر وإصابات طفيفة .. حلفته بالله أنه كلامه صحيح وإصاباتهم خفيفة وطلبت منهم أن أتحدث مع زوجتي ولكن أحتج علي أنه خارج المستشفى حالياً ..
ذهبت للمطار بعد اتصاله وحجزت على أقرب رحلة إلى الرياض ووصلت الرياض .. وتوجهت للمستشفى وهناك كانت الصدمة لحالة زوجتي حالة حرجة وهي في العناية المركزة وحالتها خطيرة جداً .. لم أتمالك نفسي ودخلت في نوبة بكاء شديد لا أعلم ماذا افعل أحسست في الذنب وأن جلوسي في جدة كان هو السبب لو لم أتأخر وحضرت الرياض لما خرجت هذه الرحلة و بقيت معها في منزلي .... قاطعته وقلت كما قال له إخوانه من قبلي قضاء وقدر ...
أكمل حديثه كانت في غيبوبة تامة لمدة أربع أيام ثم توفيت بعدها ..
بعد وفاة زوجتي لم أتمكن من العودة لشقتي التي كنا نسكن بها ورجعت إلى حياتي السابقة مع لكن مع ذكريات حزينة جداً ... لم أستطع أن أصعد إلى الطابق العلوي لفترة طويلة ....
في أحد الأيام صعدت وفتحت الباب لم يتغير شيء منه ولم يحرك شيء ... هنا مكان حديثنا و هنا بعض أغراض زوجتي المتوفاة في كل زاوية تذكرني في لحظة من لحظات حياتي معها عدت لحظتها إلى حزني وكأن الصدمة الأولى تصيبني الآن ..
بعد مرور شهور تجاوزت حزني ولكن لا يزال قلبي منكسر تخلصت من أثاث البيت بعد سفر متعمد خارج الرياض وسلمت مفتاح الشقة لأخي لم يبقى معي إلا عقد صغير وضعته في سيارتي ..
مرت ثلاث سنوات بعد هذه الحادثة ووالدي وأهلي يكررون أن يخطبون لي فتاة اختاروها لي وكنت أعتذر بكل مره إلا أنه بعد وقوف والدي أكثر من مره لي وطلب مني مرات عديدة وفي الفترة الأخيرة حلف علي أكثر من مره أنه لن تمر هذه السنة إلا وأنا متزوج ... وفعلاً وقفت عند رغبة والدي ولم أختار أهلي الزوجة لي .. تزوجت .. حاولت أن أسكن في مكان غير سكني القديم إلا أن رغبة والدي و طلبه مني أن نكون في بيت وأحد أنا وأخي وهو لم أجد حلاً إلا ترميم السكن الأول من لون الشقة من الداخل والديكور وما يتعلق بأثاث المطبخ كل هذه الأشياء أشرف على تغييرها أخي ...
بعد زواجي كانت هناك بعض الذكريات التي تحزنني وخاصة أن أشياء كثيرة أتذكرها ..
وفي تلك الليلة التي تتحدث عنها .. كنت في عزيمة خارج منزلي .. بعد مرور ثلاث شهور على زواجي الثاني تقريباً ..
وكانت زوجتي نائمة وعند جلوسي أمام الشاشة أخذت أقلب في القنوات وفي أحد المحطات وقعت عيني على أحد المشاهد التي سبق وأن شاهدتها مع زوجتي السابقة و تعليقنا على المشهد وكلامنا عنه .. وقتها لم املك نفسي إلا وأنا أخرج إلى سيارتي ... و اتجهت إلى المقبرة ألتي دفنت بها ووقفت أمام السور وفتحت جهاز جوالي القديم الذي احتفظ به في سيارتي و يوجد به رسائل زوجتي إلى قبل الحادث ..و تصفحت بعض الرسائل ....
هذه هي قصتي لتلك الليلة التي دفعك تطفلك إلي ...
وفي النهاية دار بيني وبين صديقي نقاش
حيث فتح لي موضوع بغاية الحساسية ..
قال زوجتي الآن حامل و أنا تحدثني نفسي أن إذا كان المولد بنت أريد أن أسميها على أسم زوجتي السابقة .. !!
هل الموضوع سوف يكون مقبولاً عند زوجتي الحالية ؟؟
أنا لم أبين هذا الموضوع لها .. ولكن هل تعتقد أنها سوف تقبل هذا الموضوع
قلت له صدقني لأحد يستطيع أن ينزع حبك وذكرياتك القديمة لزوجتك السابقة ولكن .. ضع نفسك في نفس الموقف .. وتخيل أن زوجتك الحالية كانت متزوجة رجلاً من قبلك وتوفي وكانت تحبه حباً شديد و قالت لك أريد أن تسمح لي أن أسمي أحد أولادك على أسم زوجي السابق تخليداً لذكراه ؟؟
هل توافق ؟؟
إخواني أخواتي لو كان أحد منكم بنفس الموقف هل سوف يوافق ..؟؟؟
تحية طيبة للجميع ...
خخخخخخخخخخخ
