لفت نظر
@ الفيديو كليب
والأمن القومي العربي
محمود أبو فروة
الرجبي
حذر بيل غيتس عملاق صناعة برمجيات الحَاسُوُب، واغنى رجل
فِي العالم بلده أمريكا مِن ان مدارسها عقيمة، لا تُخرِّج نشطاء فِي المجال
العلمي، قادرين عَلَى التنافس مَع أبناء دول العالم الأخرى، وهَذَا يعني ان
هُنَاكَ خَطَراً عَلَى مستقبل هَذِهِ الامبراطورية العظمى.
فِي المقابل لَمْ يحذر أحد مما يحصل فِي مدارسنا
وجامعاتنا مِن ركض محموم وراء الفيديو كليب، وَقَدْ يعتقد البعض انني اكتب هَذَا
المقال تهمكا عَلَى هَذَا الوافد الجديد، أوْ ربما حقدا وغيرة وحسدا على أبطال
وبطلات الفيديو كليب الَّذِينَ يحققون الملايين فِي سنوات قليلة، ويبيعون أرقاماً
فلكية مِن الإسطوانات فِي فترات قصيرة، بَيْنَمَا لا يستطيع أدباء وكتاب ومفكري
العرب مجتمعين مِن بيع مَا تبيعه مؤدية أغاني واحدة، لا يزيد رأسمالها عَنْ
تمايلها، ودلعها، وكشفها لمفاتنها، فِي مائة سنة.
بعض النَّاس يقللون مِن خطر الفيديو كليب، ويعدونه شيئاً
طَبيعياً تفرضه ظروف العولمة، والتطورات الاجتماعية، وَقَدْ يَكُون جزء مِن هَذَا
الكلام صَحِيحَاً، لَكِن ان يتحول هَذَا الشيء إلى قوة جذب عظيمة، تجعل تسعين
بالمائة مِن مراهقينا تدور فِي فلكها، فهذه المصيبة، وهَذَا الشيء غَيْر الطبيعي.
نَحْنُ واقعون فِي مشكلة حقيقية، وَهِيَ ان المراهقين
فِي بلادنا لَمْ يعودوا يحلمون بالتفوق، والتقدم، والحصول عَلَى مهارات تعينيهم
فِي حياتهم، وهَذَا بحد ذاته يؤشر عَلَى كارثة قادمة– لا قدر الله- ويدق ناقوس
الخطر مِن اننا يَجِبُ ان نبحث فِي أسبابه، ونعمل عَلَى تحصين هَذَا الجيل، وجعله
يؤمن بالاحلام الكبيرة، ليعمل عَلَى تحقيق ولو جزء بسيط مِنْهَا.
مما لا شك فِيهِ ان النظر إلى أحلام، وطموحات، وأهداف
اليافعين، يؤشر بِشَكْل كبير عَلَى المستقبل، وَيُمْكِنُ لأيّ أستاذ جامعة يجلس
فِي مكتبه، أوْ باحث يعمل فِي برج عاجي، ان ينـزل بَيْنَ الطلبة، ويتحدث معهم
بصراحة، ليصل إلى نتائج مؤلمة، تجعله يشعر بالقلق الشديد عَلَى أمتنا.
لن أكون سَوْدَاوياً، وأقول ان مائة بالمائة مِن الطلبة
هَكَذَا، وَلَكِن.. للأسف فإن نسبتهم عالية جداً، وَأنْتَ لا تحتاج إلى مركز أبحاث
متخصص، ليصل بك إلى قناعات سلبية، تجعلك ترفع صوتك، وتدعو القائمين عَلَى التربية،
والتخطيط فِي بلادنا إلى التحرك سَرِيعَاً، للبحث عَنْ حلول لهذه الحالات.
لفت نظر: أجيالنا فِي خطر، وتعاني وَهِيَ تسبح فِي بحور
متلاطمة مِن الثقافات المتناقضة، ومنتجات الحضارة الغريبة، وللأسف وَهِيَ فِي
هَذِهِ الحالة لا تمتلك الحد الأدنى مِن الحصانة التي تقودها إلى بر الأمان، الأمن
القومي العربي فِي خطر، وهَذَا الخطر يأتي مِن الداخل، ومِن شخصيات تمارس نَوْعَاً
مخفيا مِن الارهاب تحت اسم الغناء والفن، وَمَا هُوَ بغناء ولا فن، فمن يستيقظ، ومِن يعمل عَلَى إنارة ولو شمعة
واحدة فِي هَذَا الظلام ؟
@ الفيديو كليب
والأمن القومي العربي
محمود أبو فروة
الرجبي
حذر بيل غيتس عملاق صناعة برمجيات الحَاسُوُب، واغنى رجل
فِي العالم بلده أمريكا مِن ان مدارسها عقيمة، لا تُخرِّج نشطاء فِي المجال
العلمي، قادرين عَلَى التنافس مَع أبناء دول العالم الأخرى، وهَذَا يعني ان
هُنَاكَ خَطَراً عَلَى مستقبل هَذِهِ الامبراطورية العظمى.
فِي المقابل لَمْ يحذر أحد مما يحصل فِي مدارسنا
وجامعاتنا مِن ركض محموم وراء الفيديو كليب، وَقَدْ يعتقد البعض انني اكتب هَذَا
المقال تهمكا عَلَى هَذَا الوافد الجديد، أوْ ربما حقدا وغيرة وحسدا على أبطال
وبطلات الفيديو كليب الَّذِينَ يحققون الملايين فِي سنوات قليلة، ويبيعون أرقاماً
فلكية مِن الإسطوانات فِي فترات قصيرة، بَيْنَمَا لا يستطيع أدباء وكتاب ومفكري
العرب مجتمعين مِن بيع مَا تبيعه مؤدية أغاني واحدة، لا يزيد رأسمالها عَنْ
تمايلها، ودلعها، وكشفها لمفاتنها، فِي مائة سنة.
بعض النَّاس يقللون مِن خطر الفيديو كليب، ويعدونه شيئاً
طَبيعياً تفرضه ظروف العولمة، والتطورات الاجتماعية، وَقَدْ يَكُون جزء مِن هَذَا
الكلام صَحِيحَاً، لَكِن ان يتحول هَذَا الشيء إلى قوة جذب عظيمة، تجعل تسعين
بالمائة مِن مراهقينا تدور فِي فلكها، فهذه المصيبة، وهَذَا الشيء غَيْر الطبيعي.
نَحْنُ واقعون فِي مشكلة حقيقية، وَهِيَ ان المراهقين
فِي بلادنا لَمْ يعودوا يحلمون بالتفوق، والتقدم، والحصول عَلَى مهارات تعينيهم
فِي حياتهم، وهَذَا بحد ذاته يؤشر عَلَى كارثة قادمة– لا قدر الله- ويدق ناقوس
الخطر مِن اننا يَجِبُ ان نبحث فِي أسبابه، ونعمل عَلَى تحصين هَذَا الجيل، وجعله
يؤمن بالاحلام الكبيرة، ليعمل عَلَى تحقيق ولو جزء بسيط مِنْهَا.
مما لا شك فِيهِ ان النظر إلى أحلام، وطموحات، وأهداف
اليافعين، يؤشر بِشَكْل كبير عَلَى المستقبل، وَيُمْكِنُ لأيّ أستاذ جامعة يجلس
فِي مكتبه، أوْ باحث يعمل فِي برج عاجي، ان ينـزل بَيْنَ الطلبة، ويتحدث معهم
بصراحة، ليصل إلى نتائج مؤلمة، تجعله يشعر بالقلق الشديد عَلَى أمتنا.
لن أكون سَوْدَاوياً، وأقول ان مائة بالمائة مِن الطلبة
هَكَذَا، وَلَكِن.. للأسف فإن نسبتهم عالية جداً، وَأنْتَ لا تحتاج إلى مركز أبحاث
متخصص، ليصل بك إلى قناعات سلبية، تجعلك ترفع صوتك، وتدعو القائمين عَلَى التربية،
والتخطيط فِي بلادنا إلى التحرك سَرِيعَاً، للبحث عَنْ حلول لهذه الحالات.
لفت نظر: أجيالنا فِي خطر، وتعاني وَهِيَ تسبح فِي بحور
متلاطمة مِن الثقافات المتناقضة، ومنتجات الحضارة الغريبة، وللأسف وَهِيَ فِي
هَذِهِ الحالة لا تمتلك الحد الأدنى مِن الحصانة التي تقودها إلى بر الأمان، الأمن
القومي العربي فِي خطر، وهَذَا الخطر يأتي مِن الداخل، ومِن شخصيات تمارس نَوْعَاً
مخفيا مِن الارهاب تحت اسم الغناء والفن، وَمَا هُوَ بغناء ولا فن، فمن يستيقظ، ومِن يعمل عَلَى إنارة ولو شمعة
واحدة فِي هَذَا الظلام ؟