وعندها هز الفتى رأسه موهما أباه أنه مقتنع بإجاباته، ومن داخله يقول: (روح العب غيرها).
* هذه كانت نهاية القصة التي سأرويها، بين الفتى الاتحادي ووالده، والتي ليست من وحي الخيال، بل مستوحاة من واقع يعيشه الآباء الاتحاديون (المغلوبين على أمرهم).
*الفتى: ليش الاتحاد ما أخد كاس آسيا يا بابا ؟
* الأب: معليش إحنا أخدناه قبل كده ثلاث مرات.
بعدها عاد الفريق الاتحادي من اليابان وانخرط في غمار الدوري، وجاءت البداية أمام الشباب.
* الفتى: بابا.. الاتحاد خسر من الشباب.
* الأب: ما يهمك نعوضها في المباراة المقبلة.
* الفتى: بابا.. الاتفاق جاب فينا هدفين وخسرنا !
* الأب: يا حبيبي.. الاتفاق فريق مسكين وفي المراكز الأخيرة، خليهم يفرحوا شويه.
* الفتى مسرعا نحو أبيه وبغضب: بابا شفت الهلال ؟ جاب خمسة أهداف وفاز على الاتحاد !
* الأب يسوق العبط: يا شيخ، معقولة!! مين قال لك ؟ لا.. أكيد تمزح أنا ما شفت المباراة.
وتكرر السيناريو نفسه بين الفتى (الذي لا يعرف ماذا يحدث لفريقه؟!)، والأب (الذي ليس عنده إجابة مقنعة).
* الفتى: أنا خلاص ما أشجع الاتحاد يا بابا.
* الأب: ليش يا حبيبي.
* الفتى: أصحابي في المدرسة كلهم بطلوا يشجعوا الاتحاد وصاروا هلاليين، وأنا لوحدي اتحادي.
* الأب: طنش يا ولدي.. ووعد مني المباراة الجاية الاتحاد راح يلعب مع نجران، وسيحقق الفوز ويجيب أهداف كثيرة، وإذا خسرنا شجع الهلال أو غيره.
(وبعد المباراة).
* بادر الأب بالجواب قبل سؤال ابنه المعتاد، (وهو في حالة غضب): خلاص.. عارف الاتحاد خسر من نجران، ولا تسألني ليش، وإنت حر شجع الهلال، الأهلي أو الحزم، خلاص إنت حر وعلى كيفك.
* الطفل بكل براءة: طيب يا بابا.. نفسي أعرف ليش الاتحاد يخسر ؟
* الأب: يا إبني.. صدقني لا أعرف السبب.. ولكن أتمنى أن يفتح الاتحاد صفحة جديدة وينسوا الماضي، ويعقد أعضاء الشرف اجتماع بين الإدارة واللاعبين، ويبحثوا عن المشكلة، ويعرفوا أسباب هبوط مستوى اللاعبين، لأنهم أنفسهم الذين حققوا الدوري العام الماضي، كاس آسيا، شاركوا في كاس العالم، صعدوا إلى نهائي كاس آسيا الأخير وأحرجوا ريال مدريد بكامل نجومه.
* وعندها هز الفتى رأسه موهما أباه إنه مقتنع بإجاباته، وفي داخله يقول: (روح العب غيرها). انتهى.
* ما جعلني أتطرق إلى هذه القصة، ما لمسته من عزوف عدد كبير من المشجعين الاتحاديين من الجيل الصاعد الذي يتراوح أعمارهم (8 ــ 12) عام.
* فقد الاتحاد بريق ثماني سنوات في ستة أشهر، وأصبح ينفر هذه الفئة السنية المهمة التي تربط أجيال الماضي والحاضر بالمستقبل، وتضمن للجماهير الاتحادية تفوقها وأكثريتها.
* من النادر أن تجد منزلا اتحاديا (الأصل والمنشأ) فيه من يشجع غير الاتحاد، إلا في حالات استثنائية قليلة، وفي المقابل تجد الاتحاديين في كثير من البيوت أصحاب الميول المختلفة.
* من يستطيع الإجابة على سؤال الفتى؟، لأنه عندها سأقتدي به وأهز رأسي، وأقول بصوت عال: (روح العب غيرها).