تركي الدخيل
تقول الطرفة إن عجوزاً سعودية أخذت تبيع الكليجا في الصين، وبعد أن جاءها سابع زبون قالت له: يكفي يا بُني، فهذا سيصيبك بألم في بطنك من كثرة أكل الكليجا!
فكرة النكتة تقوم على محورين رئيسين، أولهما أن العجوز تجاوزت مصلحتها الشخصية وتحقيقها مبيعات أكثر، من أجل أن توغل في ممارسة اللقافة كما نسميها
في اللهجة المحلية الدارجة في السعودية، وهي الحشرية عند عرب الشمال، والتطفل بالفصحى.
أما المحور الثاني الذي تقوم عليه النكتة فهو أن العجوز ببساطتها، لم تتنبه لتشابه الصينيين بالنسبة لنا، وإلا فهذا التشابه غير حقيقي بالنسبة لهم، وظنت الزبائن
المتعددين، شخصاً واحداً، فتدخلت في كونه يشتري ذات المنتج سبع مرات، على أساس أنه سيأكل ما يشتريه.
المعنى يكمن في أن من خلاف المهنية التدخل في شأن الزبون، طالما لم يطلب النصيحة منك. وكثيراً ما نرى أمام أعيننا أن نوعاً من الفصل بين العملي
والشخصي غير متحقق بالضرورة في الكثير من الممارسات.
أحسب أننا ما زلنا نخلط كثيراً بين ما يحق لنا أن نخوض فيه بشأن الآخرين وما لا يحق لنا أن نعرفه أو نتدخل فيه من شؤونهم.
غير بعيد عن ذلك تلك الدُعابة التي تروي أن ثرياً قال لقوم اشتهروا باللقافة، لكم نصف ثروتي إن أنتم تركتم اللقافة، وبرغم أن العرض مغرٍ إلى درجة تسيل
اللعاب، إلا أن الطبع يغلب التطبع، ما جعل القوم مباشرة يسألون الثري بتلقائية: والنصف الثاني لمن سيكون؟!
اللقافة خلق موجود لدى معظم الناس، لكن العقلاء يلجمون رغبتهم الجامحة في التدخل في تفاصيل الآخرين، لأن الأدب وحسن المعاشرة يجعلانهم يأنفون من
التدخل في خصوصيات الغير.
ولكن... من الذي يستطيع أن يلجم نفسه؟
تقول الطرفة إن عجوزاً سعودية أخذت تبيع الكليجا في الصين، وبعد أن جاءها سابع زبون قالت له: يكفي يا بُني، فهذا سيصيبك بألم في بطنك من كثرة أكل الكليجا!
فكرة النكتة تقوم على محورين رئيسين، أولهما أن العجوز تجاوزت مصلحتها الشخصية وتحقيقها مبيعات أكثر، من أجل أن توغل في ممارسة اللقافة كما نسميها
في اللهجة المحلية الدارجة في السعودية، وهي الحشرية عند عرب الشمال، والتطفل بالفصحى.
أما المحور الثاني الذي تقوم عليه النكتة فهو أن العجوز ببساطتها، لم تتنبه لتشابه الصينيين بالنسبة لنا، وإلا فهذا التشابه غير حقيقي بالنسبة لهم، وظنت الزبائن
المتعددين، شخصاً واحداً، فتدخلت في كونه يشتري ذات المنتج سبع مرات، على أساس أنه سيأكل ما يشتريه.
المعنى يكمن في أن من خلاف المهنية التدخل في شأن الزبون، طالما لم يطلب النصيحة منك. وكثيراً ما نرى أمام أعيننا أن نوعاً من الفصل بين العملي
والشخصي غير متحقق بالضرورة في الكثير من الممارسات.
أحسب أننا ما زلنا نخلط كثيراً بين ما يحق لنا أن نخوض فيه بشأن الآخرين وما لا يحق لنا أن نعرفه أو نتدخل فيه من شؤونهم.
غير بعيد عن ذلك تلك الدُعابة التي تروي أن ثرياً قال لقوم اشتهروا باللقافة، لكم نصف ثروتي إن أنتم تركتم اللقافة، وبرغم أن العرض مغرٍ إلى درجة تسيل
اللعاب، إلا أن الطبع يغلب التطبع، ما جعل القوم مباشرة يسألون الثري بتلقائية: والنصف الثاني لمن سيكون؟!
اللقافة خلق موجود لدى معظم الناس، لكن العقلاء يلجمون رغبتهم الجامحة في التدخل في تفاصيل الآخرين، لأن الأدب وحسن المعاشرة يجعلانهم يأنفون من
التدخل في خصوصيات الغير.
ولكن... من الذي يستطيع أن يلجم نفسه؟